الأربعاء، 9 يوليو 2008

الأراضي الحجازية..(لمدة شهر خلال أداء مراسم الحج بطريق القرعة الرسمية)

كان السفر في الذهاب والعودة علي خطوط شركة مصر للطيران وكان الإقلاع والهبوط في مطار برج العرب الدولي (الجديد)الذى يبعد عن مدينة الإسكندرية بحوالي 70 كم وكان أول مكان تطؤه أقدامنا بالأراضي الحجازية هو مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة
ثم انتقلنا بعد ذلك بالباصات في رحلة سفر طويلة إلي المدينة المنورة ، بلد الرسول عليه الصلاة والسلام
· المدينة المنورة:
· مكة المكرمة:

"قضائح حجاج القرعة"
نص المقال المنشور لي بجريدة صوت الأمة بتاريخ 17/3/2003

القارة الأوروبية..(ترانزيت في الطريق من وإلي ليبيا)

* أثناء وجودنا بأرض الوطن لقضاء أول إجازة صيفية بعد الإعارة إلي ليبيا ، في يوليو 1977 وبسبب ازدياد حدة الخلافات بين القيادتين المصرية والليبية ، اندلع القتال بين البلدين ، فأصدر المرحوم د. مصطفي كمال حلمي وزير التربية والتعليم قرارا بتسكيننا في مدارسنا الأصلية لأجل غير مسمي..وبعدما توسط الرئيس الجزائرى المرحوم هوارى بومدين (توفي سنة 1978): بين الطرفين ، توقف القتال وانسحبت القوات المصرية من داخل الحدود الليبية ، وكانت قد وصلت إلي مدينة طبرق ، فأصدرت الوزارة أوامرها بالسماح بعودة المعارين إلي ليبيا علي المسئولية الخاصة لمن يرغب منهم..إلا أن الحدود بين البلدين ظلت مغلقة لسنوات طويلة.
وبعد عودتنا إلي ليبيا توقفت حركة الطيران بين البلدين ، فاضطررنا للحجز علي الخطوط المالطية عن طريق مطار مالطا. وعدنا علي الخطوط اليونانية (أوليمبيك) ترانزيت في مطار أثينا ، وفي المرة الأخرى تم الحجز علي نفس الخطوط عن طريق روما.
· مطار روما (مطار ليوناردو دافنشي الدولي)

الجماهيرية الليبية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف تمت الإعارة؟
* لقد بدأت واستمرت وانتهت هذه الإعارة بسهولة ويسر وفي ظروف خيالية ، وكأنها حلم من الأحلام!

* بدأت الخطوة الأولي بملأ استمارات التقديم للترشيح للإعارة إلي كل من: الدول العربية ،والدول الإفريقية..وقد سبق شرح ذلك في مدونتي"التربية والتعليم والثقافة في حياتي"(انظر "الإعارة إلي الخارج")
* بينما كنت أنتظر الترام متوجها إلي البلد في مساء أحد أيام فصل صيف عام 1976، التقيت بالزميل المرحوم أ. حسين عبد الحليم مدرس أول التاريخ بالمدرسة الناصرية الثانوية ، فإذا به يفاجئني بقوله: "مبروك علي الإعارة" ، اعتقدت أنها مداعبة منه ، فأية إعارة هذه وقد أعلنت الحركة منذ 18 يوما ولم ألتفت إليها ، انتظارا لخركة الإعارة للدول الإفريقية ، والتي قطعت فيها شوطا طويلا!؟ وكان ذلك خلال فترة تولي العالم الكبير المرحوم د.مصطفي كمال حلمي لوزارة التربية والتعليم.

ــــــــــــــ
· العاصمة طرابلس (لمدة يومين علي ذمة التوزيع + عدة أيام متفرقة علي مدى سنوات الإعارة):
كان مبيتنا في ليلة الوصول إلي ليبيا في الاستراحة المعدة لنا في العاصمة طرابلس ، وفي الصباح تم صرف أول سلفة لنا بالدينار الليبي ، وعندما خرجنا للطريق العام لشراء بعض الاحتياجات كان أول ما لفت انتباهنا في الشارع الليبي هو رائحة البنزين "النيّ" أى الذى لم يتعرض للاحتراق ، أما الملاحظة الثانية فكانت تتمثل في كثرة اللافتات التي تحمل شعارات الثورة الليبية ، وفي مقدمتها "رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ" وهي العبارة المشتقة من إحدى آيات القرآن الكريم (89) في سورة الأعراف.
عند هطول الأمطار في يفرن..وهو نفس الجو في جادو التي تقع علي الحافة الأخرى من الجبل
· مدينة يفرن (لمدة يومين علي ذمة التوزيع + عدة زيارات في أيام متفرقة)..انظر دولة بني يفرن:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدينة جادو (لمدة 4 سنوات):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الطريق الجبلي بين يفرن وجادو ، وهو يختلف عن الطريق الصحراوى.
ـ "عين الرومية" الخلابة ، التى يمر بها الطريق..وهي عين كانت ، وما تزال ، تصب الماء من الاف السنين وسط نخيل كثيف فيما يشبه الواحة.
ـ أربع سنوات في مدينة جادو كانت من أروع سنوات العمر..وتقع مدينة جادو في شمال غرب ليبيا ، وهي مدينة جبلية تقع على جبل نفوسة ، أو ما يسمى بالجبل الغربي ، ويتحدث سكانها الامازيغية. وتبعد عن العاصمة الليبية طرابلس حوالي 180 كلم تقريبا ، وكانت في فترة من الفترات تسمى بعاصمة الجبل الغربي. ومناخها بارد ممطر شتاء , حار جاف صيفا. كلمة جادو تعني الأرض كثيرة التراب.ولمدينة جادو ثلاث منافذ برية وهي :1.طريق : جادو - الرجبان.2.طريق: جادو- جناون-شكشوك.3.طريق: جادو - الرحيبات.(انظر "موقع مدينة جادو")
ـ استقلال جادو بكل الخدمات الحكومية والجماهيرية.
ـ استلام العمل في معهد إسماعيل الجيطالي للمعلمين.(انظر هذه اللقطة مع بعض الزملاء المصريين أمام المعهد ، وهذه)
متحف جادو، يجمع ماضي الجبالية من خلال ما تبقى من مقتنياتهم، وحتى رفاتهم التي حفظت في فخاريات..أنشئ بعد رحيلنا منها
الاشتباك الحدودي المصري الليبي 1977

* قضيت في مدينة جادو نحو ثلاثة شهور بدون أسرتي ، سواء داخل الاستراحة التي خصصتها لنا أمانة التعليم أو بعد قيامي باستئجار شقة استعدادا لاستدعاء الأسرة ، حيث شاركني بصفة مؤقتة الزميل السكندرى المرحوم مجد الدين إبراهيم ، الذى كان يتمبز بخفة الظل وحضور النكتة ، وكان يتبني منهجا يتلخص في بندين اثنين: 1.عدم اقتناء أى شئ بخلاف حقيبة ملابسه التي يضعها بجانب فراشه استعداد للرحيل في أى لحظة بحكم العلاقات المتأزمة في ذلك الوقت بين القيادتين المصرية والليبية.2. تحويل النسبة المسموح بها للأعزب أولا بأول ، خوفا من مواجهة مشاكل بخصوص مدخراته فيما بعد. علي أنه لم يستكمل إعارته لليبيا ، وآثر عدم العودة بعد انتهاء الإجازة وتوقف العمليات العسكرية بين البلدين ، بخلاف بقية المعارين ، وكان من حسن حظه الفوز بمدة إعارة كاملة في العام التالي إلي السعودية.

مطار طرابلس العالمي

(شاهدناه في رحلة العودة إلي الوطن بعد انتهاء الإعارة ، بينما كان المطار القديم بدائيا جدا)
* كان يوم حضور أسرتي لمرافقتي في ليبيا أحد أسعد أيام حياتي ، وكان له الفضل في استقرارى في العمل هناك وعدم التفكير في قطع الإعارة والعودة إلي مصر ، حيث سبق وتوجهخت إلي طرابلس لمقابلة رئيس البعثة وهو أ. أحمد فتحي ـ رحمه الله حيا أو ميتا ـ حيث طلب مني الانتظار لصرف مسحقاتي المالية عن الفترة التي قضيتها ـ وهي فترة شهرين تقريبا كنا نصرف فيها مايعرف بالسلفة ـ أى أنه بهذا الطلب كان يستلهم حكمته وخبرته الطويلة في معالجة مثل هذه الحالات ، إذ أنني بمجرد انتهاء إجراءات استحضار أسرتي واستقبالها في المطار ـ وتم ذلك قبل حدوث التصفية المالية ـ كنت قد استبعدت من ذهني فكرة قطع الإعارة نهائيا.

* كان العقار الذى نقيم فيه عبارة عن دور واحد يتوسط أرضا فضاء مسورة من ثلاث جهات ، بينما الجهة الرابعة تطل علي مدرج جبلي يؤدى إلي ساحة منبسطة تنحدر إلي طريق أسفلتي. وكان العقار ينقسم إلي شقتين ، يقيم في إحداهما زميل مصرى متزوج هو أ. صلاح عرابي ـ رحمه الله حيا أو ميتا ـ بينما كنا نحن نقيم في الشقة الأخرى. وكانت المنطقة التي نقيم فيها تتخلل باطن الجبل ، وكان هناك أكثر من منحدر يؤدى إلي المحلات التجارية والمصالح الحكومية في أعلي الجبل. وعلي بعد خطوات من محل الإقامة كان هناك مرتفع جبلي آخر يستخدمه الليبيون في رعي الأغنام. ويقع بجانب مدخل الأرض كهف (أو داموس) يستخدمه أحد الجيران الليبيين ، ويعمل شرطيا ، كحظيرة للغنم ، وكان يقوم كل فترة يتجميع الروث خارج هذا الكهف ، فكنا نستخدم هذا الروث في تسميد الأرض التي استصلحناها لزراعة بعض الخصروات التي أحضرنا تقاويها أبصحبتنا ثناء الإجازة ، كما كانت هناك شجرة تين خاصة بنا ، وأخرى في الفناء الخلفي خاصة بجارنا ، وكان إنتاجها يكفينا ويكفي أصحاب الحوش وبعض الأصدقاء. كما كانت هناك "عنبة" أو شجرة عنب تابعة للجار ، وعندما انتهت إعارته قبلنا بسنة أصبح إنتاج هذه العنبة لنا.

* وكنا نقوم بتخزين جميع احتياجاتنا بكميات كبيرة ، مثل شكاير السكر والأرز والدقيق ، وكراتين التفاح والبيض ، وأجولة البرتقال ، وزيت الزيتون بالجراكن...إلخ. وقبل وصول أسرتي قمت بتوفير كافة وسائل المعيشة الأساسية ، من أثاث ومفروشات وبوتاجاز وثلاجة وتليفزيون ودفاية وراديو..إلخ. ومع وصول الأولاد أحضرت لهم اللعب والعرايس والدراجات من طرابلس. وهكذا كانت حياتنا في ليبيا آمنة مستقرة لاينقصها أى شئ ، لدرجة أن زملاء البعثة كانوا يعتقدون أنني سأكون أو المستمرين في العمل بعد انتهاء مدة الإعارة ، ويستبعدون تركي لهذا المسكن وما به من إمكانيات وتجهيزات ، خاصة وأن الحكومة الليبية كانت تغريبنا بالعقود مع استمرار مرتباتنا في تدرجها ، نظرا لتوقف حركة الإعارات الرسمية ، حيث كانت دفعتنا هي آخر دفعة معارين.

(وللحديث عن المعيشة العائلية في جادو الليبية بقية بإذن الله)
ــــــــــــــــ
جامع الزحليقة ، الباشنة..علي أطراف الرحيبات
طريقة البحث عن الترفاس
ــــــــــــــــــ
* مدينة الرحيبات: إحدى المدن الجميلة الواقعة علي الطريق الجبلي بين يفرن وجادو ، وقد توقفت فيها في أحد الأيام أثناء العودة من يفرن ، وتجولت بالسوق ، واشتريت بعضا من "الترفاس" (نوع من الفطريات ويطلق عليه في منطقة الخليج "الفقع") الذى كنت أسمع عنه وعن استخدامه في الأكل مثل اللحم ، ويظهر في فصل الشتاء ، إلا أننا عندما جهزناه للطهي كانت تنبعث منه روائح أشبه ما تكون بمادة الغراء التي تستخدم في لصق الأخشاب ، فكانت النتيجة أن ألقينا به في القمامة.اقرأ:الترفاس أوالكمأة اوالفقع فطريات لذيذة الطعم يغرم أهل الخليج بجمعها.
* جاء في موسوعة "ويكيبيديا" عن الرحيبات ما يأتي: الرحيبات هي إحدى بلدات شعبية الجبل الغربي شعبية يفرن سابقا في ليبيا. تقع في منطقة الجبل الغربي جنوب غرب العاصمة طرابلس.
ـ مدينة غريان:التي تقع على سفوح الجبال بامتداد جبلي يسمى الجبل الغربي..وتضم هذه الجبال مدن الامازيغ
مدينة بنغازى: لم يتسن دخول المدينة ، حيث كنا في طريق العودة جوا عن طريق أثينا ،

فانتظرنا في المطار لكي نستقل الطائرة الليبية متوجهين إلي طرابلس ، ومنها برا إلي مدينة جادو حيث نقيم.

* كانت هذه المرحلة من أجمل مراحل الحياة ، سواء بالنسبة لي أو لأسرتي..إلا أن الشئ الوحيد الذى كان ينقصنا ، هو صعوبة الاتصال بالأهل في مصر ، بعد تأزم العلاقات بين البلدين ، وكان التفكير في عمل مكالمة تليفونية يتطلب السفر إلي طرابلس والمبيت فيها لحجز المكالمة في السنترال الدولي ، والتي لا تأتي قبل مضي عدة ساعات من الانتظار الصعب ، أما الخطابات فكانت تستغرق ما بين أسبوعين إلي ثلاثة ، نظرا لعدم وجود طيران مباشر بين البلدين.

(للمزيد عن هذه المرحلة..انقر هنا)

(والحديث عن مدة الإعارة في ليبيا يحتاج إلي مجلدات)

محافظتا قنا وأسوان

ــــ محافظة قنا ــــ
معبد الأقصر
*مدينة الأقصر: كانت أول زيارة أثناء الدراسة بالصف الخامس الثانوى ، عندما تقررت الرحلة إلي الأقصر وأسوان لأول مرة بصفة إجبارية ، حيث قضينا خمسة أيام بما فيها السفر بالقطار من الإسكندرية ، وتم تخصيص عربة درجة ثالثة كاملة لطلبة المدرسة ، وقام ناظر المدرسة وقتها وهو أ. كامل رستم بتوديعنا علي رصيف محطة مصر ، في مقدمة الأهالي وأولياء الأمور ، وبدأ القطار سيره في الصباح الباكر ، ووصلنا الأقصر صبيحة اليوم التالي ، حيث تناولنا طعام الإفطار في إحدى الساحات ، ثم توجهنا لزيارة معبدى الكرنك والأقصر..ثم شاءت الأقدار أن نعاود زيارة المدينة زيارة خاطفة في أثناء العمل في المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوى ، في طريق العودة من مأمورية إدارة إسنا التعليمية ، حيث تم الحجز في القطار الإسباني المكيف الهواء ، المتجه إلي الإسكندرية.
ــــــــــــــــــــــ
· مركز ومدينة قنا: العبابدة ، عزبة جبريل قرية كرم عمران ، الجزيرية المحطة ، الشنهورية (المنشية الجديدة) ، الأشراف الشرقية ، ش. التجنيد.صورة أرشيفية لسوق إسنا من موقع "العربية نت"
قناطر إسنا..
كنا نمر عليها كلما تحركنا لزيارة إحدى المدارس الواقعة في زمام الإدارة التعليمية المقررة في الخطة ، كما كانت الاستراحة التي نقيم فيها في مبني التطوير التكنولوجي تقع بالقرب من القناطر ، وكنا نستمتع بمشاهدة القناطر وخاصة في المساء وهي تحتجز أمامها البواخر السياحية الضخمة.
 هذا المنظر أمام قناطر إسنا انتظارا لفتح الهويس ، لأننا قضينا أمام هذا المكان عشرة أيام في استراحة نقابة المعلمين أثناء العمل بالتقويم التربوى ، وكان المنظر بالليل ساحراً!


تذكرة الذهاب إلي إسنا بالقطار رقم 886 مكيف هواء
· مركزومدينة إسنا: ش. أبو بكر الصديق ، أصفون ، أطلة ، الحميدات شرق ، ش. جمال عبد الناصر ، زرنيخ ، نجع أحمد...، ش. أحمد عرابي.

تذكرة العودة من الأقصر بالقطار رقم 935 مكيف الهواء
بعد انتهاء مأمورية إسنا
ــــــ محافظة أسوان ــــــ
خزان اسوان القديم
كانت المحطة الثانية في الرحلة المقررة لطلبة الشهادة التوجيهية لزيارة معالم الأقصر وأسوان (انظر عاليه)
وقد قضينا معظم الوقت المخصص للرحلة في مدينة أسوان ، حيث زرنا مشروع توليد الكهرباء من خزان أسوان ، وبعض المناطق الأثرية وخاصة جزيرة النباتات ومعبد فيلة ، واستمتعنا بالرحلات النيلية ذهابا وإيابا من وإلي هذه المعالم..افرأ عن خزان أسوان من المعرفة + ويكيبيديا 1 و 2
*شاهد معالم الأقصر وأسوان من خلال هذا الموقع "منتديات زمن الوفاء" + "mobi4all.net" + "عندنا"
أسوان اليوم

محافظة سوهاج

موقع سوهاج علي خريطة مصر
خريطة مراكز ومدن سوهاج
1.مأمورية إدارة طما التعليمية
تذكرة القطار إلي سوهاج
(جارى الحديث عنها)
2.مأمورية إدارة المراغة التعليمية: ش. المستشفي ، ش. النزلة ، الشيخ شبل ، البطاح ، الجزازرة ، ش. المحكمة الجزئية.
القطار المكيف رقم 934
* طوال الرحلة بالقطار الإسباني المكبف رقم 934 الذى يقوم في تمام الساعة 15ر22 من محطة سيدى جابر ، ليصل سوهاج الساعة 00ر8 صباح اليوم التالي.. والإبحار منها إلي المراغة بسيارة الأجرة ، وخلال المسافة التي قطعتها سيرا علي الأقدام ، ما بين الموقف والمدرسة المقرر زيارتها في اليوم الأول للمأمورية ، وتقع بجوار المستشفي كانت الأمطار الخفيفة تتساقط ، وكان الطريق المغطي بالأترية شبه مبلل (والعجيب أنني كلما ذكرت هذه المصادفة لأحد من أبناء البلدة يكون تعليقه القاطع أن الأمطار لا تصل إلي المراغة!..حدث ذلك يوم السبت 22 فبراير 2005).
* وطوال الرحلة من الإسكندرية إلي المراغة ، كنت أعيش مع ذكرياتي مع الصديق مصطفي رشوان مدرس النقش والزخرفة الذى ينتمي إلي هذه البلدة ، وكان زميلي في العمل بمدرسة أبو تيج الصناعية ، التي تسلمت العمل فيها عند التعيين بأول قرار جمهورى من نوعه لتعيين خريجي الجامعات..كما كان شريكي في السكن بمدينة أبوتيج ، ضمن نخبة ممتازة من شباب الخريجين ، علي رأسهم أ. محمد حوطر ، مدرس اللغة العربية القادم من المحلة الكبرى ، والذى كان يتولي معظم أمور المعيشة ، وكان شاعرا موهوبا ، وخطيبا بليغا ، وحريصا علي الاشتراك في كافة المناسبات الوطنية التي تقام علي مستوى المدرسة أو المدينة ، إلا أننا افتقدناه مع عودتنا من الإجازة الصيفية في عام 1965 لنسمع عن رحيله (أو ترحيله) من المدينة في ظروف بالغة الصعوبة ، وانقطعت عنا أخباره تماما منذ ذلك التاريخ.
* لقد سبق لي زيارة مدينة المراغة لآول مرة في أوائل الستينيات صحبة هذا الزميل ، عندما دعاني لقضاء يومي الخميس والجمعة في بلدته ، وكانت رحلة ريفية جميلة ، أتيح لي فيها ركوب الحمار ، والتجول في الأرض الزراعية وسط أشجار الفول الأخضر..وها أنذا أعود لزيارة هذه البلدة في مأمورية رسمية بعد مضي نحو 40 سنة! فهل ياترى سأتمكن من لقائه بعد مرور هذه السنين؟!..بالإضافة إلي تساؤلات كثيرة كانت تتردد في مخيلتي طوال الرحلة.
(ارجع إلي رسالة "استلام العمل بالتربية والتعليم في محافظة أسيوط" في مدونة "علاقتي بالعملية التعليمية في صور" ـ ومازال للحديث بقية )

محافظة أسيوط

(4سنوات ونصف خدمة في بداية التعيين+6 زيارات فيما بعد من خلال مأموريات المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوى)
ــــــــــــــــــ
مدينة أسيوط
ــــــــــــــــــ
* الأماكن التي تم زيارتها: ش. الهلالي حيث مقر نقابة المعلمين ، ش. الكورنيش حيث اسراحة مديرية التربية والتعليم ، ميدان المجذوب
ــــــــــــ
القوصية
ــــــــــــ
* مركز ومدينة القوصية: منشأة الكبرى ، عزبة الأنصار ، عزبة الشهيد حسن البنا ، عزبة الجناين ، عزبة الشيخ نجيب.
* كان أهم المعالم التي قمنا بزيارتها وتشتهر بها القوصية دير المحرق ، ويبعد دير المحرق حوالى 12 كيلومتر غرب بلدة القوصية ، حيث استضافنا أحد الرهبان معرفة أحد زملاء الفريق ، لقضاء يوم بالدبر ، مما ذكرني بدير السريان في وادى النطرون ، والذى قمنا بزيارته أثناء الدراسة بكلية الآداب.
ـــــــــ
أبنوب
ـــــــــ
* مركز أبنوب: الحمام

حضارة دير تاسا بالبدارى
ــــــــــ

البدارى

ــــــــــ
* مركز البدارى (3 زيارات)
سمعت عن البدارى لأول مرة أثناء دراسة تاريخ مصر القديم في السنة الأولي من كلية الآداب علي يد د. نجيب ميخائيل إبراهيم ، عندما تعرض لما يعرف بحضارة دير تاسا أو حصارة البدارى..أما المرة الثانية فكانت أثناء إقامتي بمدينة أبو تيج علي الجانب المقايل من نهر النيل ، وكانت لها شهرة مخيفة من حوادث العنف والأخذ بالثأر..وعندما تسلمت هذه المأمورية مع زملاء الفريق لم أستطع أن أخفي مخاوفي منها استنادا إلي المعلومات العالقة في ذهني منذ فترة عملي بالوجه القبلي ، ولم أتصور أن تكون هذه المأمورية في نهاية الأمر من أجمل وأمتع المأموريات علي مدى السبع سنوات.وقمنا خلال مأموريتين في عامين مختلفين بزيارة عينة من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية الكائنة بالجهات الآتية: ش. المدارس ، نجع الجزيرة ، العتمانية ، عزبة عقيل ، العقال بحرى ، النواورة ، النواورة بحرى. السنطة ، تل زايد ، نجع رزيق ، تل الزوايدة.
* ولا يمكن التعرض للبدارى دون الإشارة إلي أهم شخصية في هذا المركز ، ألا وهو المهندس الزراعي ممتاز علي شعيب ، مدير عام الإدارة التعليمية علي مدى الزيارات الثلاث التي قمنا بها للمركز ، سواء بهدف التقويم التربوى ، أو للاشتراك في الإشراف علي امتحانات محو الأمية ، وكان الرجل في مقدمة مستقبلينا ، ويسخر كل الإمكانيات التابعة للإدارة في خدمتنا وتوفير سبل الراحة لنا ، وتدبير وسائل انتقالاتنا ، واستضافتنا في النادى الاجتماعي كل ليلة ، واستضافتنا في بيته في آخر ليلة لنا بالمركز ، وتقديم مائدة حافلة بأشهي أنواع الطعام لنا ، بل وتجهيز سيارة بيجو 11 راكبا لتوصيلنا إلي أسيوط في الموعد المحدد للسفر في نهاية المأمورية.. لنفاجأ بوضع كراتين رمان ـ الذى تشتهر به حدائق البدارى في هذا الوقت من السنة ـ فوق شبكة السيارة بواقع كرتونة خمسة كيلو لكل عضو!
* متعلقات: موقع إدارة البدارى التعليمية
ــــــــــ
أبو تيج
ــــــــــ
مركز أبو تيج:
ــــــــــــــــــ
* لمدة 4 سنوات ونصف: بداية التعيين في التربية والتعليم ، إقامة كاملة مع بعض الزملاء المغتربين ، وكانت أول شقة استأجرناها تقع في الشارع الرئيسي واسمه شارع 23 يوليو أو شارع السوق ، وتتكون من حجرتين وصالة وجمام ومطبخ منفصلين ، ولها شرفة تطل علي ناصية ، وقيمة الإيجار جنيهان ونصف قبل صدور قانون خفض الإيجارات.
* من أجمل الذكريات التي أعتز بها اجتماع أهالي المدينة على قراءة القرآن طوال شهر رمضان ، فيما يعرف بعادة " المساهر " ، حيث يجتمعون في بعض البيوت ويستأجرون قارئاً يقرأ عليهم ما تيسر من كتاب الله ، من بعد صلاة التراويح إلى السحور ، وكان المرحوم الأستاذ محمد سليمان عبد العال (الشهير بفتحي) وهو مدرس أول مادة النقش والزخرفة ، يصطحبنا نحن المغتربين إلي أحد هذه البيوت كل ليلة ، حيث نحتسي كوب الشاى بينما نستمع إلي القرآن الكريم.
* أهم القرى التابعة لمركز أبوتيج (في ذلك الوقت):
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغنايم ، الزرابي ، المسعودى ، النخيلة...إلخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الغنايم فقد زرناها أكثر من مرة تلبية لدعوة زملاء لنا من الإسكندرية (أحمد عبد الغني مدرس المواد الاجتماعية من الدفعة التالية لدفعتنا ، وقليني المراقب بالصحة)، كانوا يقيمون في الوحدة المجمعة ، وكانوا لا يتحركون بعد غروب الشمس ، خوفا من حوادث الأخذ بالثأر.وبعد سنوات طويلة أتيح لنا زيارتها من خلال العمل في المركز القومي للامتحانات والتفويم التربوى بالمقطم بالقاهرة كخبراء تقويم تربوى ، للمشاركة في امتحانات محو الأمية مع ضباط القوات المسلحة المتقاعدين ، وكانت القرية قد تحولت لإلي مركز كبير.
وأما المسعودى فقد زرناها برفقة أ. محمد سليمان عبد العال الشهير بـ"فتحي" مدرس أول النقش والزخرفة ، وكانت وسيلة المواصلات هي القوارب ، حيث كانت مياه الفيضان تغمر الأراضي المحيطة بأبو تيج ، وذلك قبل تحويل نظام رى الحياض إلاي الرى الدائم بعد اكتمال مشروع السد العالي.
صناعة الأكلمة الصوف اليدوية..كانت تشتهر بها "التخيلة"
وأما النخيلة ، التي كان معظم أهلها من الإخوة المسيحيين ، فقد زرناها لشراء كليم من الصوف ، بصحبة الزميل لطيف قلدس مدرس المواد الاجتماعية (الذى وجه لنا الدعوة علي الغداء في بيت الأسرة بأبو تيج ، عندما أحضرت والدتي لقضاء بعض الوقت معي في أبو تيج ومعها أولاد شقيقتي ناصر ورندا) حيث كانت القرية تشتهر بإنتاج أجود أنواع الأكلمة من صوف االغنم ، وكانت جميع البيوت تقتني أنوالا يدوية ، فيما يشبه الصناعات الصغيرة المشهورة بها الصين حاليا.وعلمنا أن غالبية سكان القرية الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل (صاحب "النهر الخالد" التي يغنيها محمد عبد الوهاب) ينتمي إلي هذه القرية.وتشاء الظروف بعد سنوات طويلة أن يتردد اسم هذه القرية بثوة أثناء قيامنا بمأمورية تقويم تربوى في مركز طما التابع لمحافظة سوهاج ، حيث اندلعت المواجهة المشهورة بين الشرطة والمدعو عزت حنفي ، أحد الأشقياء الخارجين علي القانون ، والتي استمرت عدة أيثام ، مما أدى إلي توقف القطارات خلال ساعات النهار ، وصدور الأوامر بإطفاء أنوارها خلال ساعات الليل!(للمزيد).. وهي الحادثة التي تحولت إلي فيلم سينمائي فيما بعد بطولة أحمد السقا.(القصة الكاملة لامبراطور النخيلة عزت حنفي)
ــــــــــــــ
مدينة ساحل سليم
مدينة الغنايم: الغنايم بحرى
ـــــــــــــ

محافظة المنيا

المنيا (محافظة) - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة الترعة الإبراهيمية وتمتد بمحازاة المحافظة
(3 زيارات للمحافظة)




ـــــــــــــــ

ــــــ مركز ومدينة المنيا ــــــ
* تنقلنا في الأماكن التالية بحسب المدارس المدرجة في المأمورية: ش. عدلي يكن ، ش. راغب ، ش. العاشر من رمضان ، حي السراى ، عزبة شاهين ، ش. الحرية ، صفط اللبن ، ش. طه حسين.


    * شاهدنا هذا الجبل أثناء التنقل بالسيارات بين مدينة سمالوط وتوابعها


    ــــــــــــــ


    * كانت أول زيارة لي لمدينة المنيا خلال الاشتراك في رحلة لمدرسة أبو تيج الصناعية بمحافظة أسيوط ، استمرت ليوم واحد ، وتناولنا الغداء في أحد محلات الشواء ، حيث تعرفت لأول مرة علي ما يسمي " النيفة" وهي عبارة عن لحم الماعز.

    جبال المنيا

    * كان أول مشهد وقعت عليه أنظارنا أثناء مرور السيارة علي المدينة في الطريق إلي أسيوط ، هو الجبال التي تطل علي المدخل المطل علي الطريق الغربي ، والتي كانت تتخللها المغارات التي تنبعث منها الأضواء الملونة ، احتفالا بالقضاء علي الإرهاب الذى ضرب البلاد في الحقبة السابقة.


    * كانت المرتان الثانية والثالثة اللتان زرت فيهما المحافظة في نطاق العمل بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوى.


    * المأمورية الأولي كانت إلي بعض المدارس التابعة لإدارة المنيا التعليمية ، وتم فرش استراحة لنا بمدرسة الأمل للصم والبكم ، ولنا في هذه الاستراحة التي يوجد بها قسم داخلي للطلاب المغتربين ، بعض الذكريات الطريفة.


    * كانت أهم مدرسة قمنا بزيارتها هي مدرسة المنيا الثانوية العسكرية للبنين ، والتي تطل علي نهر النيل ، وتحتل أحد الأبنية العريقة ذات الطابع المميز ، والمتكرر في المدارس القديمة علي مستوى الجمهورية ، مثل المدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية. (متعلقات: مدرسه المنيا الثانويه العسكريه بنين Facebook+ محافظ المنيا يكرم معلمي "الثانوية بنين" لقيامهم بأعمال الصيانة بالجهود الذاتية) المنيا الجديدة
    * قمنا بزيارة الجانب الشرقي حيث يمتد التوسع العمراني للمدينة ، تحت اسم المنيا الجديدة" ,أداء صلاة الجمعة بأحد مساجدها.


    تمثال نفرتيتي يتوسط الميدان


    * والطريق إلي الجانب الشرقي للنيل حيث المنيا الجديدة يمر عبر الكوبرى الذى يبدأ من ميدان نفرتيتي.

    تخصيص أماكن لانتظار الدراجات

    * الظاهرة التي لفتت أنظارنا خلال الزيارة تتمثل في انتشار الدراجات في شوارع المدينة ، واستخدامها كوسيلة مواصلات ، ووجود أماكن خاصة بالانتظار لها في معظم المدارس والمؤسسات ، ونفس الظاهرة شاهدناها في مدينة المحلة الكبرى محافظة الغربية

محلات الكشرى

    * وهناك ظاهرة أخرى منتشرة في مدينة المنيا ، لاتقل أهمية عن الظاهرة السابقة ، ألا وهي انتشار محلات الكشرى بمختلف أنواعه ودرجاتة ، وشدة الإقبال عليها ، وخاصة من الطلاب المغتربين في الجامعة

    * من الملاحظات الملفتة للنظر كذلك استخدام كلمة "فلافل" مثل السكندريين ، علي عكس باقي المحافظات ، حيث تسود كلمة "طعمية"


    ـــــــ سمالوط ـــــــ


    مركز ومدينة سمالوط


كنيسة العئراء بجبل الطير علي الضفة الشرقية للنيل


    * كان سفرى إلي المأمورية بالقطار المكيف الذي يقوم من الإسكندرية في تمام الساعة العاشرة والربع مساء ، لصل ‘اب المنيا حوالي الساعة الرابعة فجر اليوم التالي ، ثم انتقلت إلي الموقف الكائن خلف المحطة ، لأستقل إحدى سيارات السرفيس المتجهة إلي سمالوط ، ليكون الدخول من جهتها الجنوبية ، وأنزلني السائق علي الطريق السريع المجاور لترعة الإبراهيمية ، في أقرب نقطة للمدرسة المنتظر التقابل فيها مع بقية زملاء الفريق ، القادمين من مختلف أنحاء الجمهورية


    * تنقلنا في الأماكن التالية حسب خريطة المدارس المدرجة في المأمورية: ش. المدارس ، ش. المساكن قلوصنا ، العموريين ، الميمون ، قرية الصليبة ، احسا ، دفشن ، ش. المحطة.


    * تصادف أثناء وجودنا بالمدينة وقوع أمرين في غاية الغرابة: الأول هو استحالة الحصول علي رغيف عيش من أحد المخابز ، نظرا لتطبيق نظام يقتضي علي كل أسرة عمل اشتراك مقابل مبلغ وقدره خمسة جنيهات. أما الثاني فيتمثل في دخول المدينة في مسابقة أفضل مدينة علي مستوى الجمهورية ، مما يقتضي خضوع المدينة لحملات تفتيشية في كافة المجالات ، من نموين ورخص وتأمينا اجتماعية ومكتب العمل...إلخ ، وإجبار صاحب المحل علي دهان باب المحل باللون الأخضر ، مما جعل التجار يضجون من الشكوى ، بل واضطر الكثير من المحلات إلي غلق أبوابها ، حتي تمر لجنة التحكيم علي خير.


    * كان المكان المفضل الذى نفضي فيه أوقات الفراغ بعد الانتهاء من العمل يتمثل في إحدى المقاهي الكائنة في الطريق الزراعي المجاور للترعة الإبراهيمية ، حيث تدب فيه الحركة ، ولا تنقطع عن المرور به السيارات القادمة من الجنوب أو الشمال ، ليلا ونهارا.
    (للحديث بقية)